هذا التلخيص ما زال قيد التحديث.
….
الجذور الاجتماعية للنكبة
فلسطين 1858-1948
د. أكرم حجازي
…
هل بيعت فلسطين حقا؟ وإن كانت قد بيعت، فمن الذي قبض الثمن؟!
هذا الكتاب يشرح ذلك بطريقة طويلة، فهو عبارة عن أبحاث مزودة بأرقام وإحصائيات ووثائق، هو مستند مهم لفهم ما حلّ بأرضنا، وبنا. واستغرق مني إنهاؤه عامين، كانت القراءة على فترات متقطعة جدا.
حتى لو لم تكن فلسطينيا، فأنت متضرر بالدرجة الثانية بعد الفلسطيني المتضرر بالدرجة الأولى.
وحين تقول لمن لجأ لارضك طلبا للأمان أو الرزق، أن يعود لأرضه، عليك أن تفهم لماذا جاء أولا، ولماذا لا يقدر أن يعود.
..
من ص 13 المقدمة: في العهد العثماني، لم يطلق اسم فلسطين على أي تقسيم إداري لبلاد الشام، وكان يطلق عليها أحيانا (سوريا الجنوبية). ثم في عام 1807 قسمت فلسطين تقسيا إداريا عثمانيا إلى قسمين، أحدهما ملحق بدمشق والآخر ولاية صيدا. وبقي هذا التقسيم حتى الاحتلال البريطاني، وفي عام 1923 وضعتْ قوات هذا الاحتلال حدود فلسطين الحالية.
وهنالك رأيان في هذا التقسيم: الاول أن الحدود كانت اعتباطية نتيجة المفاوضات بين فرنسا وبريطانيا، والثاني، أنه كان مقصودا.
وأيا يكن فهذها البقعة الجغرافية كان هدفا لللغزاة على مر الزمن، ولم ينجح في حكمها سوى الأقوياء.
أما الحركة الصهيونية فجاءت لا لتحكم الأرض والشعب، بل لتستوطن وتغير هوية البلاد تغييرا جذريا.
هكذا تبدو المسألة بعيدة كل البعد عن الطابع الاستعمار/الاحتلال التقليدي الذي ينتهي برحيل المحتلّ بعد ضمانه لمصالحه الاستراتيجية في المنطقة.
ص 16: النشاطات البريطانية والصهيونية الاستعمارية في فلسطين استهدفت إحلال مجتمع مصطنع محل مجتمع طبيعي قائم منذ قرون.
وتأكد هذا المسعى في أعقاب هاتين المرحلتين:
- سنة 1948 تاريخ إعلان إسرائيل دولة على نحو 77بالمئة من مساحة فلسطين الواقعة تحت الاستعمار البريطاني، وبهذا التاريخ ينتهي عهد بريطانيا في فلسطين.
- مرحلة دخول عشرة آلاف جندي عربي مقابل ستين ألف مقاتل يهودي، وانتهت هذه المرحلة بتوقيع الدول العربية لاتفاقية الهدنة مع إسرائيل.
وخلال هاتين المرحلتين كان المجتمع الفلسطيني يتشلاى ويتقلص بسرعة مخلفا وراءه آلاف من العائلات التي طردت من أراضيها واتجهت نحو التوطين القسري في الخيام.
“لا يعرف التاريخ حالات جرى فيها استبدال كامل للسكان الأصليين في بلد ما بأجناس من الدخلاء، وتم إنجاز عملية الاستبدال هذه في غضون مدة قصيرة لا تتجاوز جيلين من الناس. غير أن هذا الواقع هو ما جرت محاولته في فلسطين من ذ بداية القرن العشرين.”
وتم تشبيه هذا بما حدث لأحد الشعوب المنقرضة في أستراليا (التاسمانيين).
ص19: كانت الكثير من الدول تعارض الاعتراف بقيام دولة إسرائيل، ومن بينها الولايات المتحدة التي اعترفت باستحالة تطبيق القرار بالقوة، وتطور الموقف إلى صدور قرار يلغي التقسيم، ولكن الوكالة اليهودية رفضت القرار ببساطة! وانتهى الأمر باعتراف الأمم المتحدة عام 1948م بعضوية إسرائيل.
بالتأكيد كان لوعد بلفور جانبا مهما في التحولات الحاسمة التي حدثت في فلسطين، ولكنه ليس السبب الأساسي فيها. فقد حقق المستوطنون الأوائل أكثر من ثلث ما حقّقه أخلافهم زمن العهد البريطاني في مجال السيطرة على الأرض. فما بين 1932م و1936م هاجر إلى فلسطين ما يقارب 170ألف يهودي! لكنهم لم ينجحوا على صعيد العمل والهجرة لا كما ولا نوعا بسبب قوانين الدولة العثمانية التي كانت ما تزال سارية، والتي أبطأت الزحف اليهودي في حينه.
هذا الكتاب مقسّم إلى ثلاثة أجزاء يحتوي كل منها على فصلين، ويهتم الجزء الاول بقراءة المجتمع الفلسطيني في العهد العثماني في ضوء بنية المشاع وإشكالية تسجيل الاراضي، وهو الجزء الأهم برأيي لأنه يفصّل كذبة (بيع الأرض) التي صار بعض الفلسطيين أنفسهم يتبناها. والجزء الثاني يعرض استراتيجيات تفكيك بريطانيا للمجتمع الفلسطيني. ثم الجزء الأخير نتائج هذه الاستراتيجية وآثاراها على محاولات اقتلاع مجتمع من جذوره وإحلال مجتمع مغاير تماما مكانه.