هاتف ذكيّ؟ نحن أذكى

كما فعلت مع ابنتي الأولى (صفية) عند شرائها الجهاز الخاص بها قبل ثلاث سنوات، فعلت مع ابنتي (سمية) التي ابتاعت جهازها الخاص قبل بضعة أيام. هذه هي اللائحة النهائية التي توصلنا إليها بعد الاستفادة من تجارب الصديقات الأمّهات، وتجربتنا الخاصّة:


١. أهم بند: لكلّ منزل|عائلة قوانين خاصة تسري على أفرادها فقط، فلا علاقة لنا ببيت خالتي وبيت عمّي وبيت جدّي وبيت رفيقتي!
ولا بدّ من اتفاق الوالدين على هذه القوانين، وأن يكون (رضا الله) هو المرجعيّة الأساسيّة.

٢. لا بدّ أن يكون الجهاز الخاصّ جهازَ هاتف محمول، وليس جهازاً لوحيّاً أو حاسوباً، لأنّ الغرض الأساسي من هذا الجهاز هو الاتصال بالوالديْن عندما تستدعي الحاجة.
٢. العمر الأدنى لامتلاك هاتف ذكي خاصٍّ في بيتنا هو ١٢ سنة.
٣. ثمن الهاتف وملحقاته وأيّ شيء يتعلّق به (عدا الفاتورة الشهرية) يدفعه الطفل من ماله الخاصّ، وأي ضرر يلحق بالجهاز بعد الاستخدام، يتحمّل الطفل تكلفة إصلاحه من ماله الخاص أيضاً.
٤. شراء هاتف غالي الثمن لأنه من ماركة معينة، مرفوض، حتى لو كان الطفل يملك المبلغ كاملا.
٥. الجهاز ملكك ولكن تحت إشرافي، وهذا يعني أنّ لديّ كل الصلاحيات لسحب الجهاز وإبقائه عندي لو حدثت تجاوزات أو مخالفات للاتفقيات.
٦. كلمة سرّ الجهاز، وجميع كلمات سرّ الحسابات الشخصية، تسجّل لدى الوالديْن. ولا بدّ أن تبقى بصمة أحد الوالدين أو كليهما مسجّلة لفتح الهاتف في أي وقت. في حال إزالة بصمة الوالدين عن الهاتف، يتمّ سحب الجهاز من الطفل.
٧. بمجرّد إنشاء حساب جووجل للطفل ببياناته الرسمية الحقيقية، سيظهر خيار (إشراف الأهل) والربط ببرنامج (فاميلي لينك)، وهناك يتم تحديد وقت يومي للهاتف ونوعية البرامج والمشاهدات على يوتيوب وغيره. السن الأدنى لإزالة إشراف الأهل عن الهاتف في ألمانيا هو ١٦ سنة، بينما في البلاد العربية هو ١٣ سنة!
٨. ممنوع منعا باتا تحميل تطبيق (تيك توك) على الجهاز، ومخالفة هذا البند تعرّض الطفل لحرمان دائم من الجهاز.
٩. برامج التواصل والفيديوهات مقيّدة وقد يتمّ حظر استخدامها من قِبل الأهل لو أسيء استخدامها.
١٠. أي تراجع في أداء العبادات والفرائض أو المساعدة المنزلية أو المستوى الدراسي، بسبب الانشغال بالهاتف، يؤدّي إلى حرمان من استخدام الجهاز.
١١. يمنع دخول الطفل في مجموعات المحادثة التابعة للمدرسة أو لأنشطة عامة لا يعرف الأهالي فيها بعضهم البعض. ولو كان مضطرا لسبب ما، فيمتنع عن التعليق ويكتفي بالمتابعة. (تمت إدارة أكثر من أربع ندوات توعوية للأهل عن هذه النقطة، في مدرسة ابنتي سمية وهي في الصف الخامس).

هذه القوانين العامة في بيتنا، وقبل شراء الهاتف وتطبيق هذه القوانين، كان هنالك تأهيل وشرح لمدة لا تقل عن العام، عن فائدة هذه الشروط وكيفية التعامل مع الجهاز الذكي والإنترنت. وهنا بعض النقاط التأهيلية:
١. يتم شرح التحرّش الجنسيّ للأطفال في الصف الرابع الابتدائي في المدارس الألمانية. وبعد أن تحضر بناتي تلك المادة، أسأل عما فهمنه وأعيد شرحه من منطلق دينيّ. وخلال عام يليه، أشرح لهنّ تدريجيا عن التحرّش الالكتروني. وهذه المادة قد تُعرض لهنّ ولكن في الصف السابع الإعدادي.
٢. القدوة في التعامل مع الجهاز أمام الأطفال أهمّ من أية قوانين ولوائح واتفاقات. تعامل الوالدين مع بعضيهما ومع الأجهزة هو أفضل طريقة لشرح فوائد وأضرار الرقابة الإلكترونية، فالطفل لن يقتنع أن الأهل أيضا بحاجة رقابة على أجهزتهم إلا لو رأى ذلك.
٣. النقاش دائما وأولا بأول، وعدم الشك أو تكذيب الطفل لو أنكر شيئا ما، بل تذكيره برقابة الله، وتفتيش الجهاز خفية عنه، خصوصا في الفترة الأولى.
٤. التأكيد دائما على أن الأهل هم أمان الطفل وأن الشبكة مليئة بأشخاص قد يخوّفونه من أهله ويؤذونه أو يبتزّونه، ومشاهدة الفيديوهات التي تحكي عن تلك القصص ومناقشتها مع الطفل بين فترة وأخرى.
٥. الدعاء المستمر للأبناء بالحفظ وسلامة الدين، وتشجيعهم على المشاركة في الحياة الاجتماعية كي لا يتحول الهاتف إلى محورٍ لحياتهم.
٦. مشاركة الأبناء اهتماماتهم التكنلوجية، كبعض الألعاب والتحديات ومقاطع الفيديو المضحكة وصور طفولتهم، بين فترة وأخرى، يعزّز العلاقة بهم. كذلك مشاركة إنجازاتهم ضمن نطاق الأصدقاء (إلكترونيا) إن كان الأبناء يتابعون الأهل، يعزّز لديهم تقدير الذات والتعلّق بالوالدين.

روابط للاطلاع والإفادة:
السن المسموح به لاستخدام حسابات Google

كيف تعمل حسابات Google عند بلوغ الأطفال سن 13 عامًا (أو السن المعمول به في بلدك)؟

١٥محرّم١٤٤٦